الشاي في جلسة صحراوية

إن جلسة الشاي في الصحراء الغربية تتسم بدلالة خاصة كونها ليست شرب الشاي فقط بل هي تجاذب أطراف الحديث المثمر.
إن جلسة الشاي هاته لا حدود لها في عدد الأشخاص ولا سيما أجناسهم أو حتى أنتماءاتهم القبلية فهي دائرة قابلة للإتساع، أما جلسة الشاي هاته فتحتاج للكلام الحلو والفصاحة والعلم والمعرفة سواء تعلق الأمر بالدين أو بشؤون الحياة اليومية البدوية والحضرية، أو الطرب أو الشعر والغزل إذا كانت الجلسة تقتصر على شبان وشباب، فهذا باعتباري أوج جمال الجلسة وكذلك ترحيبا بالضيوف والتعارف فمن كل هذه المكونات نخلص إلى أن عدم حدود الدائرة وتجمع الكل حول طبلة "صينية" الشاي هو في حد ذاته حدث اجتماعي وأخلاقي وتكافلي.


بحيث أن (جماعة أتاي) لا يسمح أفرادها بالتخلي عن دائرية الجلسة فمثلاً إذا جلس فرد في الوسط أو جلس في مكان لا يصلح للآخرين برؤية الصينية (الطبلة) فسيطالب الكل برجوعه إلى مكانه فيجب على الشخص الذي يقوم بتحضير الشاي التحلي بالثبات والرزانة والفصاحة والنظافة واللباس الأنيق والمستحب تقليدياً لأنه في مكان يسمح له أن يكون مديراً للجلسة ومن جوانب أخرى عائلية، فالنسبة للعادات كتستر زوجات الأبناء عن الأباء، فلا يجب عليهم شرب الشاي أمام أباء أزواجهن فقط أما أمهاتهم فلا حرج. كما لا يتوجب على أزواج البنات أن يشربوا في جلسة واحدة أمام أمهات وآباء زوجاتهن.

بصحتك