الادب الحساني
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الادب الحساني
الادب الحساني
يقوم الادب الحساني اساسا على ثقافة شفوية جمعت الموروث الشعبي وحافظت عليه عبر سنين طويلة، في ظروف معرفية مجردة لاتساعد على التوثيق ولم تعتمد على التوين اعتماد الادب الفصيح عليه، وذلك بسبب الترحال والتنقل اللذين اتسمت بهما الحياة في الصحراء.
لكن ذلك لم يمنع هذه الثقافة - في مجال الموسيقى والشعر - من تطوير اسس نظرية صارمة احيانا ومرنة احيانا اخرى، وترجمة هذه الاسس الى تقاليد منهجية وموضوعية على ارض الواقع، مثلها في ذلك مثل ثقافات وحضارات اكثر منها استقرارا وأوفر منها حظا على مستوى وسائل البحث والتدوين.
فمن ينظر الى هذا الادب بعين الفاحص - ان على مستوى الموسيقى او على مستوى الشعر - يجد فيه من المقومات الموضوعية والمقولات الوضعية والمنهجية والقواعد النظرية والتطبيقية والاستثناءات التي تزكي هذه القواعد ما يجعل هذا الادب اكثر بكثير من ان يكون مجرد قطع فنية او وحدات جمالية جاءت نتيجة صدف حميدة، او وليدة لحظات الهام عابرة او لا واعية.
فالملم بالموسيقى الحسانية يدرك دون كبير عناء ان اي ايقاع او لحن في هذا العالم الممتد شرقا وغربا - من اطول وصلة مسموعة الى اقصر وحدة صوتية ومهما كان مصدرها، كائنا حيا او جمادا- لابد ان تجد لها موقعا منطقيا داخل المنظومة الموسيقية الحسانية، بحيث يستشعرها المستمع النبيه ويتعرف عليها العازف المتمرس كعنصر من العناصر التي دأب على التعامل معها في مقاماته او يدمجها في المكان الاكثر انسجاما معها في احد هذه المقامات.
وما يقال عن الموسيقى الحسانية ينسحب ايضا على الشعر الحساني الذي يتوفر بدوره على مقومات وضوابط كثيرة تجعله قابلا للتحليل العلمي والتقويم الموضوعي من حيث الشكل على المستوى التركيبي ومن حيث المضمون على المستوى الصوتي والايقاعي.
وينبني الشعر الحساني على بحور وعروض ومقاطع وثيقة العلاقات فيما بينها. ولهذه البحور عللها وزحافاتها التي تلحق بها، ومحسناتها اللفظية والنعنوية التي تزينها، كما ان لها نواقص وشوائب قد تعتريها، اما مجمل اغراض الشعر الحساني ومواضيعه، فقد طابقت - او كادت تفوق- مثيلاتها في الشعر العربي الفصيح.
ومجمل القول ان الادب الحساني موضوع علمي هام، ان لم يكن علما قائما بذاته، يستحق من الدارسين كل عناية وتمحيص كي لا يبقى حبيس الصدور التي لا تستطيع حفظه الى ما لا نهاية، او رهين ذاكرة لا مناص لها من التآكل مع مر السنين. وحتى لا يبقى تذوقه والتمتع بجماليته وقفا على مجموعة من العصميين الذين ما فتأت تضيق يوما بعد يوم.
اتمنى ان تنال اعجابكم :
مع تحيات اختكم صرخة الانتفاضة
يقوم الادب الحساني اساسا على ثقافة شفوية جمعت الموروث الشعبي وحافظت عليه عبر سنين طويلة، في ظروف معرفية مجردة لاتساعد على التوثيق ولم تعتمد على التوين اعتماد الادب الفصيح عليه، وذلك بسبب الترحال والتنقل اللذين اتسمت بهما الحياة في الصحراء.
لكن ذلك لم يمنع هذه الثقافة - في مجال الموسيقى والشعر - من تطوير اسس نظرية صارمة احيانا ومرنة احيانا اخرى، وترجمة هذه الاسس الى تقاليد منهجية وموضوعية على ارض الواقع، مثلها في ذلك مثل ثقافات وحضارات اكثر منها استقرارا وأوفر منها حظا على مستوى وسائل البحث والتدوين.
فمن ينظر الى هذا الادب بعين الفاحص - ان على مستوى الموسيقى او على مستوى الشعر - يجد فيه من المقومات الموضوعية والمقولات الوضعية والمنهجية والقواعد النظرية والتطبيقية والاستثناءات التي تزكي هذه القواعد ما يجعل هذا الادب اكثر بكثير من ان يكون مجرد قطع فنية او وحدات جمالية جاءت نتيجة صدف حميدة، او وليدة لحظات الهام عابرة او لا واعية.
فالملم بالموسيقى الحسانية يدرك دون كبير عناء ان اي ايقاع او لحن في هذا العالم الممتد شرقا وغربا - من اطول وصلة مسموعة الى اقصر وحدة صوتية ومهما كان مصدرها، كائنا حيا او جمادا- لابد ان تجد لها موقعا منطقيا داخل المنظومة الموسيقية الحسانية، بحيث يستشعرها المستمع النبيه ويتعرف عليها العازف المتمرس كعنصر من العناصر التي دأب على التعامل معها في مقاماته او يدمجها في المكان الاكثر انسجاما معها في احد هذه المقامات.
وما يقال عن الموسيقى الحسانية ينسحب ايضا على الشعر الحساني الذي يتوفر بدوره على مقومات وضوابط كثيرة تجعله قابلا للتحليل العلمي والتقويم الموضوعي من حيث الشكل على المستوى التركيبي ومن حيث المضمون على المستوى الصوتي والايقاعي.
وينبني الشعر الحساني على بحور وعروض ومقاطع وثيقة العلاقات فيما بينها. ولهذه البحور عللها وزحافاتها التي تلحق بها، ومحسناتها اللفظية والنعنوية التي تزينها، كما ان لها نواقص وشوائب قد تعتريها، اما مجمل اغراض الشعر الحساني ومواضيعه، فقد طابقت - او كادت تفوق- مثيلاتها في الشعر العربي الفصيح.
ومجمل القول ان الادب الحساني موضوع علمي هام، ان لم يكن علما قائما بذاته، يستحق من الدارسين كل عناية وتمحيص كي لا يبقى حبيس الصدور التي لا تستطيع حفظه الى ما لا نهاية، او رهين ذاكرة لا مناص لها من التآكل مع مر السنين. وحتى لا يبقى تذوقه والتمتع بجماليته وقفا على مجموعة من العصميين الذين ما فتأت تضيق يوما بعد يوم.
اتمنى ان تنال اعجابكم :
مع تحيات اختكم صرخة الانتفاضة
صرخة الانتفاض- عدد الرسائل : 3
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: الادب الحساني
شكرا لك اختي الفاضله صرخه الانتفاضة على هذه الانطلاقه القويه والجميله
والمنتدى في امس الحاجه الى المزيد من عطائك الرائع والمتميز .
تقبلي مروري ولك الف تحية.
والمنتدى في امس الحاجه الى المزيد من عطائك الرائع والمتميز .
تقبلي مروري ولك الف تحية.
migk77- admin
- عدد الرسائل : 234
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى