كلمة للتاريخ ...

**صحراوي وأفتخر** الأربعاء يونيو 30, 2010 7:16 am

مهبط رأس الإنسان هو عالمه ، بل هو العالم كله ، فإذا أحبه أحب العالم كله ، وإن لم يكن وفيا له محبا لترابه ، فهو أعجز من أن يفي إلى أحد أو يحب أحدا .. فإلى سكان قريتي ... وإلى تراب منطقتي .. وإلى خيمة هناك تعانق المدى .. إلى صبايا الساقية وأطفال الوادي .. إلى وطني .. وإلى كل من يحب أرضه ويدافع عنها .. إلى الولي وبصيري .. إلى شهداء الأرض الطاهرة .. إلى العارف بالبحر وأهواله ومخاطره والخبير في الصحراء ورمالها ولهيب حرّها .. حبا ووفاء ...
ــــــــــــــ
أربعون سنة تمضي .. حينما خرج عشرات الصحراويين إلى الشوارع مطالبين بانسحاب القوات الاسبانية في انتفاضة باسلة قادتها الجماهير الصحراوية .. أربعون سنة مازال يتذكرها الكثيرون بما حملته من آمال وآلام .. أربعون سنة مازالت مرتسمة في ذلك الوطن الغالي .. في بسمة الأرملة .. ودموع الثكالى .. وابتسامة شيخ وقور يرنو في الأفق اللامتناهي وذاكرته مازالت لم تخنه بعد .. يحلم بالأمل وبزوغ فجره .. إنها صورة نقشت في صفحة الخلود ليشع منها فجر الأمل حاملا معه بشرى تلك الانتفاضة التي فرضت على الاسبانيين الخروج أذلاء من أرض ليست سهلة الابتلاع ..
وها هو المغرب يعيش على الإيقاع نفسه والتجربة نفسها مع الشعب نفسه ، وفي المكان ذاته .. وهاهو يقتفي أثار شقيقته إسبانيا .. ينتهج سياسات تعرفها الجماهير الصحراوية جيدا، وتعرف كيف تتعامل معها ، وعلى يقين أن كل هذه الهستيريا التي سقطت فيها الدولة المغربية بفضل ضربات انتفاضة الاستقلال ستؤتي أكلها حينما يدرك النظام المغربي بأنه كماسك الماء خانته فروج الأصابع .
أربعون سنة .. لتتكرر الانتفاضة بذات الأسلوب وذات المنطق )الأسلوب اللاعنفي ( ، وهو دليل على أن المقاومة الصحراوية تتقدم وأن الكفاح من أجل التحرير الوطني يتقدم نحو تحقيق أهدافه .. وهو استمرار للحركة القتالية في تلك الأرض ، ذلك أن الأساليب اللاعنفية تعزز سلطة السكان المدنيين وتسحب السلطة والبساط في الوقت ذاته من المحتل مهما كانت قدرته على فبركة الحقائق .
وأخيرا نقول بأن أربعين سنة تمضي منذ اندلاع أول انتفاضة سلمية في الأراضي الصحراوية هي فرصة غالية ، تتاح لنا وتستوقفنا كي نتغنى بالمواقف الشجاعة لبنات وأبناء وطننا واستماتتهم في وجه كل الأباطيل ..